فحص معدل الذكاء IQ عبر التاريخ وأشهر اختبارات الذكاء IQ
باتت مصطلحات مثل معدل الذكاء IQ، اختبار الذكاء أو معدل الذكاء مفاهيم شائعة في يومنا هذا. ولكن منذ 100 عام مضت، لم يكن الحال كذلك، وكانت كلمة ذكاء تعكس معنى مختلفاً إلى حد ما. كيف تطورت اختبارات فحص الذكاء، وما هي اختبارات الذكاء IQ الأكثر شهرة؟ يستعرض هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة.
ظهور علم النفس كعلم والأفكار الأولية المتعلقة بفحص القدرات العقلية عند الإنسان
قد لاحظ الناس دوماً اختلاف الذكاء فيما بينهم، فهناك من هو عالي الذكاء، ومن هو أقل ذكاء من غيره. ومع ذلك، لم تظهر الحاجة لقياس ذكاء الإنسان لأزمان طويلة. ولمَ ذلك؟ فلم يكن مصطلح " معدل الذكاء IQ " أو "الذكاء" موجوداً ليعبر عن القدرات الذكائية القابلة للقياس. مصطلح "الذكاء" في الإنجليزية "intelligence" يرجع مصدره إلى اللاتينية، والأصل أنه لم يكن يشير إلى القدرة على حل المهام، ولكن كان يعبر عن الدماغ وقدرته على التعامل مع الموضوعات العقلية.
وقد تغير الوضع في القرن التاسع عشر حيث ظهر الاعتقاد السائد بضرورة التركيز على العلوم بهدف تحقيق التقدم للبشريةعلم النفس. وكغيره من العلوم التي باتت تحمل هاجس تعريف وتصنيف وقياس كل شيء، يركز علم النفس على ذلك بشكل واسع. وماذا ينبغي لعلم النفس أن يقدم غير الفهم الأكبر لمستوى القدرات العقلية والإدراك الذي يظهرها الفرد، أو الذكاء؟ وكيف يستطيع علم النفس تحقيق ذلك بغير طرق الاختبار؟ ومن هنا وضع جيمس ماكين كاتل وللمرة الأولى مصطلح اختبار وربطه بقياس الذكاء الإنساني في عام 1890.
تعريفات معدل الذكاء IQ من تعريف بينيه وسيمون ولغاية تعريف الذكاء عند ستيرن
لم يتم الاختبار الحقيقي لفحص الذكاء إلا بعد 15 عاما. في تلك المرحلة كان كل من سيمون وبينيه يبحثون عن حل عملي لمشكلة، وهي: كيف نستطيعحديد الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء فوق المتوسط ضمن مجموعة من الأطفال حتى يتمكنوا من الحصول على تعليم إضافي؟ قاموا بحل المشكلة من خلال الطلب من الأطفال إكمال سلسلة من المهام المعيارية الموحدة ومن ثم تصنيف الأطفال وفقاً لنتائجهم.
وكان اختبار بينيه - سيمون أول اختبار سجل أهمية تاريخية في قياس نسبة الذكاء. لم يكن هذا الاختبار هو الأول فحسب، حيث تعتبرالنسخة المعدلة من هذا الاختبار في عام 1916 ( نسخة ستانفورد من اختبار بينيه - سيمون والتي قدمها (ل. م. تيرمان)، هي الأساس والمصدر لكثير من الاختبارات المستخدمة في يومنا هذا. هذاوفي عام 1912 قام عالم النفس الألماني وليام ستيرن تطوير عمل بينيه- وسيمون، حيث قام بإضافة بند العمر الزمني إضافة إلى العمرالعقليوأدخل مصطلح "معدل الذكاء " وعرّفه بأنه: معدل الذكاء IQ = العمر العقلي / العمر الزمني * 100. وهذه هي الطريقة التي وصل بها معدل الذكاء IQ إلينا اليوم.
محاولات الجيش الأمريكي لقياس معدل الذكاء واختبار وكسلر
وهناك علامة بارزة أخرى في مراحل تطوير اختبارات معدل الذكاء IQ وهي اختبارات الحرب العالمية الأولى. عندما حاول الجيش الأمريكي تحديد وسيلة سريعة لاختيار المجندين الأكثر قدرة والمناسبين لتلقي تدريب الضباط، قرروا تعديل الاختبارات التي استحدثت في ذلك الوقت لاستخدامات التعليم والاستشارات النفسية. نعم، قرروا استخدام اختبارات معدل الذكاء IQ. وكانت النتيجة الاختبارات الشهيرة جيش ألفا (الاختبار اللفظي) جيش بيتا (الاختبار غير اللفظي).
في حين لم تلبي اختبارات الجيش التوقعات تماماً، إلا أن تأثيرها كان كبيراً. حيث قام عالم النفس الأمريكي ديفيد وكسلرباستخدام جزء من اختبار جيش بيتا أثناء عمله في تصميم اختباراته الخاصة لفياس معدل الذكاء IQ، الذي نشرها لأول مرة في عام 1955. وعرفت فيما بعد باسم اختبارات WAIS (مقياس وكسلر لذكاء البالغين), وقد أصبح هذا الاختبار الأكثر استخداما في فحص الذكاء في جميع أنحاء العالم. ومن ثم تم تطوير نسخة جديدة عن هذا الاختبار للأطفال، عرفت باسم (اختبار WISC: مقياس وكسلر لذكاء الأطفال). ويجري تحسين مقاييس وكسلر بشكل مستمر كما يتم إنتاج إصدارات جديدة منه، وآخرها WAIS-IV.
اختبار معدل الذكاء في جمهورية التشيك
إذا كنت ترغب في معرفة أي اختبارات لمعدل الذكاء تستخدم في جمهورية التشيك، الجواب بسيط: معظم الاختبارات تعتمد بالأساس على اختبار بينيه - سيمون واختبار وكسلر. ومثال على ذلك منسا أو SCIO تعتمد في أساس اختباراتها على مقياس ستانفورد- بينيه للذكاء. علماء النفس السريري والدراسي في كثير من الأحيان على اختبار وكسلر كأساس. حيث وجد أنها عملية جدا في استخدامات تشخيص الأطفال خارج معدلات الذكاء المتوسطة (سواء أعلى أو أقل).
وكما نرى، في حين أن تاريخ اختبارات الذكاء عمرها لم يزد عن 100 عام، إلا أنها تغطي الكثير. فقد انتشر اختبار الذكاء في جميع أنحاء العالم وتغير مفهومنا "للعقل والتفكير" كذلك. ولذلك فإنه من الأنسب أن نقول أننا قد نجد التعرف على معدل ذكاء الشخص شيئا مثيرا للاهتمام، إلا أنه يجب على الشخص ألا يبالغ في ردة فعله اتجاه النتيجة، كأن يشعر بإحباط إذا حصل على درجة منخفضة. إذا لم يناسبك اختبار معين جرّب اختباراً آخر. وإن لم تعجبك نتيجة الثاني أيضاً، قم ببعض التدريب العقلي أو تعلم شيئاً جديداً. على سبيل المثال تعلم كيف تلعب الشطرنج. ركز على ما هو مهم، وهو أن تعمل على تطوير القدرات التي تفيدك في حياتك، وتعتبر مهمة لحياتك المهنية ولسعادتك. فالأصل أن هذه الأمور هي التي ستحدث فرقاً حقيقياً.
مقالات هامة أخرى