كيف ترفع من معدل ذكائك IQ - (الجزء الثاني)
ونستكمل في هذا المقال ( كيف ترفع من معدل ذكائك IQ - (الجزء الأول) ) حيث تم استعراض 7 طرق لتعزيز التفكير وغيرها من الأفكار المفيدة، وهنا سنقوم بشرح تفصيلي لما تم ذكره.
إن التدريب المستمر للدماغ من شأنه أن يطور التفكير بشكل ملحوظ
اذا حافظنا على أن نبقي الدماغ مشغولا بانتظام من خلال التعرض لخبرات جديدة والمواظبة على إعمال عقلنا بها، فإننا ننجح في تأخير أو حتى تجنب الشيخوخة العقلية، كما أننا نساعد الدماغ في بناء خلايا دماغية جديدة باستمرار. لذلك ترى الناس النشيطين هم أسرع ذهنيا وأنشط فكريا لفترات أطول، وذلك تحديدا ينعكس على محافظتهم على شبابهم. فالخلايا العصبية التي تشكل الدماغ تعمل دوماً على التأقلم مع ما تستبقله من مؤشرات ومحفزات بحسب الفترة العمرية. حيث يلاحظ بأن خلايا الدماغ التي تعتاد على تلقي المحفزات بنشاط وبشكل مستمر، لا تموت، والعكس صحيح..
أظهرت الأبحاث المهنية أنه من الممكن الحفاظ على معدل الذكاء ورفعه أيضاً على مدى فترات طويلة جدا - وربما حتى طوال العمر - وذلك بالتعلم المستمر. وقد حقق الدكتور سنوداون في هذا الأمر من خلال دراسة قام بها مع راهبات من دير راهبات نوترادام في ولاية مينيسوتا، حيث وجد أن الراهبات التي كن أنشط جسديا وعقليا عاشت لفترات أطول من زميلاتهن، كما أن قدراتهن العقلية وذاكرتهن كانت أكثر يقظة. كما لاحظ أنه نادرا ما كانت الراهبات النشيطات جسديا وفكريا تعانين من خرف الشيخوخة أو مرض الزهايمر. فمنهن من كانت تواظب على حضور دورات تعليمية بانتظام، أو تشارك هي بالتعليم ومتابعة ما يدور حولها وتتفاعل مع المتغيرات، هؤلاء كن يعشن أطول ويحافظن على قدراتهن العقلية النبهة بشكل أطول من غيرهن ممن هن أقل تعليما ونشاطا واكتفين ببعض النشاطات البسيطة مثل التنظيف وشراء الحاجيات والعمل في المطبخ.
تجنب الصور النمطية
مع تقدم العمر وقلة النشاط تضعف أعصاب الدماغ بجزأيها (التشعبات والمحاور). ويلاحظ أن التفكير في حل المشكلات يضاعف من تكوّن التشعبات مما يحفز بناء وصلات عصبية جديدة وبالتالي تكوين شبكة جديدة من الأعصاب.
يمكن القول أنه إذا واظبنا على تعلم أشياء جديدة، فإن ذلك يعزز نمو عدد من الوصلات العصبية الجديدة في الدماغ وبالتالي نصبح "أكثر ذكاء"! والعكس كذلك، بمجرد أن تصبح قدراتنا روتينية، ستقصر المحاور والتشعبات العصبية. وتعمل المؤثرات الجديدة كمحفز لنمو أعصاب الدماغ وتجديدها ودعم إعادة نموها، لذلك فمن المفيد جداً وخاصة لكبار السن تكرار الأنشطة التي يتم تعلمها، لتغيير عاداتهم والسماح ببناء الجديد من الخلايا الحيوية في الدماغ وتجديد نموها.
لا تُضِع الوقت
وكلما بدأت باكراً كان ذلك أفضل. فالانعزال عن العالم يدهور من قدرات التفكير والذاكرة. ومن هنا تأتي أهمية أن نكون نشطاء وفاعلين في مجتمعاتنا، ونتابع ما يحدث في العالم من خلال الصحف على سبيل المثال والمجلات أو الإنترنت والتلفزيون والراديو. تذكر أن بإمكاننا تحفيز الدماغ ودعمه بالتمرين والتفكير في حل المشاكل، حتى لو لم ننجح بإيجاد حلول، إلا أننا بذلك نحافظ على لياقة وصحة العقل.
أهمية تزويد الأوكسجين الكافي
حتى نحافظ على نشاطنا الذهني، علينا أن نواظب على نشاطنا الجسماني كذلك. فالنشاط يعزز تدفق المزيد من الدم إلى خلايا الدماغ والجسم. كما وأن عملية الحرق أو التمثيل الغذائي ترتفع مع الحركة وتعطي الطاقة من الغذاء بمساعدة الأوكسجين. وتنتج هذه الطاقة من حرق الجلوكوز، وهو الوقود الرئيسي لنشاط الدماغ وحيويته. فإذا انخفضت نسبة الأكسجين في الدماغ، صار حرق الوقود بطيئاً وبالتالي يؤثر في تثبيط العمليات البدنية والعقلية. وبسبب ذلك نصبح غير قادرين على التفكير بشكل فعال أو استخدام ذاكرتنا.
المواد الغذائية الجيدة ترفع من معدل الذكاء/h3>
قد يكون أفضل المكملات الغذائية فائدة وتأثيرا في تسريع وتقوية قدرات التفكير هي مستخلص من أوراق شجرة الجنكة بيلوبا، التي لها تأثيرات رائعة فعلياً. فهي توسع الأوعية الدموية، وتحمي الجسم والدماغ من التلف الذي تسببه الشوارد الحرة Free Radicals، كما ويزيد من قدرة الدماغ على الاستفادة من الجلوكوز، ويحفز النقل العصبي بين الخلايا العصبية، ويدعم قدرات الدماغ العقلية، ويزيد الانتباه والتفكير والذاكرة.
هناك مكون غذائي سحري آخر، ألا وهو مجموعة فيتامين ب المركب والتي لها تأثيراً فاعلا في نقل الأكسجين في الخلايا الدماغية والجسدية على حد سواء. حيث يمكن تحسين حالات التدهور في التفكير والذاكرة عند المرضى بإضافة مجموعة فيتامين ب المركب إلى النظام الغذائي. وللأسف كثير من الناس لا يستخدمون إلا القليل من هذا الفيتامين.
فهل أنت واحد منهم؟ اختبر نفسك لتعرف إن كنت تضر بقدراتك في التفكيرأم لا:
قم بعمل فحص نقص فيتامين B
إذا أجبت بنعم على ثلاثة أو أكثر من الأسئلة التالية، فأنت على الأغلب تعاني من نقص فيتامين B. وكلما أجبت بنعم أكثر، يرجح زيادة نسبة النقص.
- هل تأكل الخبز الأبيض والحبوب المكررة والمصنعة كل يوم؟
- هل تضيف السكر إلى المنتجات المخبوزة والمشروبات وهل تتناول الكعك أو الحلوى كل يوم؟
- هل تشرب الكحول يوميا دون تناول مجموعة فيتامين ب المركب؟
- هل تدخن بانتظام؟
- هل تتناول الخضروات المطبوخة في الغالب؟
- هل تشرب ما لا يقل عن كوبين من القهوة كل يوم؟
- هل تتناول الكثير من الأسماك التي تنقع في الحوامض قبل الطبخ؟
- هل تستخدمين وسائل منع الحمل الهرمونية؟ هل أنت حامل أو مرضع؟
- هل تستهلك الحبوب المضادة للحموضة بعد تناول وجبة طعامك؟
- هل تعيش في توتر في العمل أو في المنزل أو نتيجة لمرض مزمن، هل تعاني من المخاوف أو من اكتئاب عميق؟
- هل تأخذ الاستروجين أو أي دواء يحتوي على الكبريتات؟
نظام غذائي يعزز النشاط العقلي
كتشف العلماء أن تناول الأغذية الغنية بالبروتين (البيض واللحوم والأسماك) يجعلك أنشط عقليا من تناول الكربوهيدرات (الفواكه والخضراوات والحبوب). فالمجموعة الثانية من الأغذية تقلل من كفاءة التفكير وتبعث على النعاس. لماذا؟
يختلف الحمض الأميني الضروري التربتوفان عن غيره من الأحماض الأمينية الضرورية الأخرى فهو صعب الامتصاص والدخول إلى الدماغ، بعكس ما يحدث مع الأحماض الأمينية الأخرى والتي يتم تفضيلها بالدخول الذي لا يمكن أن يخلّق في الجسم ويوجد في بعض اللحوم مثل الحبش وكذلك الحليب والعدس، الفول السوداني، القرع وبذور السمسم له امتصاص صعب والتقدم إلى الدماغ كما الأحماض الأمينية الأخرى إقبالا على الناقلين. لذلك عندما تستهلك المواد الغذائية الغنية بشكل رئيسي بالكربوهيدرات، عندها لن يحتاج التربتوفان للتنافس مع غيره من الأحماض الأمينية وبالتالي ينتقل إلى الدماغ بسهولة.
بالإضافة إلى الجنكه بيلوبا، وفيتامين B والبروتينات، من المهم أيضا توفير كمية كافية من فيتامين C. وقد تبين ارتباط انخفاض نسبة تناول فيتامين C مع انخفاض القدرة على حل المشاكل. فيتامين C يحسن صحة الأوعية واللثة والأسنان والعظام، ويساعد في منع الإصابة بنزلات البرد والانفلوانزا، ويسرع الشفاء كما يقوي جهاز المناعة. ومع ذلك دورها في الجهاز العصبي المركزي وخاصة الدماغ والحبل الشوكي، ليس معروفا بشكل جيد. بعض الدراسات أشارت إلى تأثير فيتامين C في رفع معدل الذكاء IQ. وأظهرت دراسة أن الطلاب الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من فيتامين C في الدم سجلت معدلات ذكائهم IQ ما مقداره 5 نقاط أعلى من أولئك الذين كان مستوى فيتامين C في الدم لديهم منخفض..
تجنب التوتر
التوتر يتسبب في تضييق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب. وهذا التضييق يمكن أن يسبب النوبات القلبية.
قام طبيب القلب آلان يونغ بإجراء دراسة على 26 متطوعا قبل بضع سنوات. وباستخدم طريقة خاصة للأشعة السينية قام بفحص كل منهم بدراسة ثلاثة من شرايين القلب، وهي الأوعية الرئيسية المؤدية إلى القلب. ثم قام بعمل تقييم لهذه الأوعية من الداخل، هل هي ناعمة نسبيا، أوغير منتظمة (تحتوي على كمية صغيرة من الترسبات) أو ضيقة (مليئة بشكل كامل تقريبا بالترسبات). تم فحص هذه الشرايين مرة أخرى بعد تعريض المشاركين للتوتر. أثناء الاختبار، لوحظ أن الشرايين الأضيق ضاقت أكثر بما نسبته 24%، وتلك التي لديها أقل قدر من الترسبات ضاقت بنسبة 9٪. هذا وتحقق العلماء من نتائجهم عن طريق قياس كمية تدفق الدم في هذه الشريانات. ولوحظ أن تدفق الدم انخفض بنسبة 27٪ في الشرايين الأكثر تضررا والشرايين المتضررة بشكل متوسط. بينما الشرايين الناعمة غير المتضررة بالترسبات فقد ارتفعت نسبة تدفق الدم فيها 10٪.
الغشاء المخاطي الملس والموجود في الأوعية الدموية الصحية، يمكن أن يتسع أكثر ويسمح بتدفق كميات أكبر من الدم. ويتوقع العلماء أنه بمجرد أن يرسل الأدرينالين إشارة إلى الأوعية الدموية لتضيق، يطلق الغشاء المخاطي الملس للأوعية الصحية ما يسمى بعامل الاسترخاء الإندوثيلي. حيث أن الأوعية الصحية تفرز هذا العامل لمحاربة تأثير الأدرينالين الذي يسبب ضيق الأوعية. إلا أن هذه العملية لا تحدث في الأوعية غير الصحية. وبالتالي تحت الضغط والتوتر، يحصل الدماغ على كمية أقل من الدم وكمية أقل من الأوكسجين والجلوكوز كذلك.
قراءات متعمقة